مجلة وموقع تحت مسؤولية المكتب التنفيذي للأممية الرابعة.

تسقط الحروب الإمبريالية، لا لمعرض بورجيه!

بقلم أنطوان لاراش
الصحفيون ينظرون في الاتجاه الخاطئ: ”انظروا هناك! غريتا ثونبرغ تستقل الطائرة! المدعية بأنها ناشطة بيئية!“

تشهد الأوضاع في الشرق الأوسط، مع هجوم إسرائيل على إيران،  تصعيدًا جديدًا، فيما يتنامى حركة التضامن العالمية مع فلسطين، لا سيما في فرنسا، حيث ستكون المرحلة المقبلة في بورجيه.

يوما بيوم بيوم تغدو المذبحة في غزة غير قابلة للتحمل ، لا سيما مع اغتيال سكان غزة في أثناء توزيع المساعدات الإنسانية، والمجاعة، وصور الأطفال النحيلين، وأمثلة الرعب المطلق الذي يعيشه السكان.

العمل بشكل ملموس ضد الحصار

يدفع تقاعس «المجتمع الدولي» السكان إلى السعي إلى وسيلة لكسر الحصار المفروض على غزة. وهذا ما أراد أن يرمز إليه أسطول الحرية الذي شاركت فيه ريما حسن وغريتا ثونبرغ. وهذا الحصار أيضاً ما تحاول كسره مسيرة غزة، ولا سيما قافلة «الصمود» .

جرى اعتقال آلاف عدة من الأشخاص القادمين من المغرب والجزائر (بمن فيهم مجموعات نسوية) وتونس وليبيا في أثناء محاولتهم الوصول إلى العريش، آخر مدينة مصرية قبل رفح، وتعرض بعضهم للضرب ثم أعيدوا قسراً. وتم اعتقال مناضلين، ولا سيما زميلنا النائب عن منظمة الناس قبل الربح People Before Profit الأيرلندية، بول مورفي، في القاهرة. وتعرض آخرون للاعتداء في الإسماعيلية (قبل قناة السويس مباشرة، انظر تقريرنا المصور). تم إيقاف جزء من القافلة بالقرب من سرت في ليبيا، بنفس الأساليب: قمع من قبل الجيش والشرطة، ومشاركة عصابات مسلحة مدفوعة الأجر من قبل السلطات. وهذا يظهر تواطؤ الأنظمة العربية، في حين أن المناضلين/ت يبلغون جميعهم/ن عن تضامن السكان المحليين و ومساعدتهم.

نحو تجدد التعبئة في فرنسا؟

يبدو أن المقاومة تشهد أخيرًا دينامية جديدة في فرنسا، وقد شجعها التحرك الرمزي لأسطول الحرية ونجاح التعبئة ضد حظر منظمة ”طوارئ فلسطين“. وفي 4 و5 يونيو، قام عمال الموانئ في فوس-سور-مير Fos-sur-Mer بحظر ثلاثة حاويات تحتوي على أنابيب مدافع مصنوعة من قبل شركة أوبير ودوفال Aubert et Duval وقطع غيار لبنادق رشاشة مصنوعة من قبل شركة أورولينكس Eurolinks.

شهدت مظاهرات 14 يونيو تجدداً في المشاركة في كل مكان، بما في ذلك المدن المتوسطة والصغيرة (600 في أنجيه، 850 في رومان، 200 في درو، 1000 في جينفيلييه، إلخ). ومع ذلك، هناك عمل كبير يجب القيام به لكي لا تكون هذه التعبئة مؤقتة - خاصة وأن الهجوم على إيران يغير الوضع من جديد.

رهانات جديدة مع الهجوم على إيران

كنا توقعنا هذا الهجوم عندما قصفت إسرائيل لبنان في أكتوبر الماضي. ثمة بالفعل منطق في هذا الهروب إلى أمام: تسعى الحكومة اليمينية المتطرفة إلى تحقيق مشروع ”إسرائيل الكبرى“، والتحكم - نيابة عن الولايات المتحدة - في جميع الأنظمة المجاورة، وقمع أي معارضة، بما في ذلك التعبئات الإسرائيلية مثل تلك التي نشأت في الأسابيع الأخيرة في حيفا وتل أبيب من أجل المفاوضات وضد المذابح.

وفي استفزاز غير لائق، أعلن ماكرون على الفور دعمه لإسرائيل، مدعياً أن الهجوم على المواقع النووية، واغتيال القادة الإيرانيين، ومقتل أكثر من مائتي شخص، يندرج في "حق في الدفاع عن النفس"، وعرض دعم فرنسا لهذه الحرب. وهذا يغير مهامنا: يجب أن نعارض حرب إسرائيل على إيران، ونرفض المشاركة الفرنسية، ونطالب بنزع سلاح إسرائيل، وفرض عقوبات عليها، وقطع العلاقات الاقتصادية والعسكرية والتجارية والأكاديمية والثقافية وغيرها.

التعبئة ضد معرض بورجيه

المرحلة التالية في هذه المعركة هي التعبئة ضد معرض بورجيه في 21 و22 يونيو. فهذا المعرض يمثل، بـــ 2000 شركة عارضة و290 وفداً، سوق موت حقيقياً. تريد شركات Israel Aerospace Industries, Elbit Systems et Rafael Advanced Defense Systems  عرض أسلحتها. هذه الشركات التي تبلغ مبيعاتها مليارات الدولارات تصنع مسيَّرات وصواريخ وسفن حربية.

يجب أن يتيح لنا التظاهر ضد معرض باريس للطيران، والمشاركة في الاجتماعات والحفلات الموسيقية والمظاهرات، إبراز النضال من أجل فلسطين، ضد سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها إسرائيل وضد الإمبريالية العسكرية العالمية بشكل عام — التي نراها أيضًا في هجوم روسيا على أوكرانيا.

المصدر :Hebdo L’Anticapitaliste - 759 (19/06/2025)