مجلة وموقع تحت مسؤولية المكتب التنفيذي للأممية الرابعة.

ملايين الأشخاص يتظاهرون ضد ترامب دفاعًا عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية

بقلم دان لا بوتز
جانب من تظاهرة بيتبورغ. (Kristina Serafini, TribLive, Pittsburgh Tribune Review).

شارك ملايين الأشخاص في 2600 مدينة في الولايات الأمريكية الخمسين في الموجة الثانية من احتجاجاتلا ملوكضد حكومة الرئيس دونالد ترامب التي تزداد استبدادًا ولاانسانية. كنت أحد المشاركين في موكب نقابي في مدينة نيويورك. قال المنظمون أن ما لا يقل عن سبعة ملايين شخص شاركوا في المسيرات والتجمعات في جميع أنحاء أمريكا، ما يجعلها أكبر احتجاج في تاريخ الولايات المتحدة.

ما الذي كنا نحتج عليه؟ وفقًا لافتات المتظاهرين وهتافاتهم وتعليقاتهم، الناس غاضبون من المداهمات القاسية والعنيفة التي تقوم بها إدارة الهجرة والجمارك (ICE)، ومن إرسال ترامب الحرس الوطني ووحدات عسكرية نشطة إلى عدة مدن، ومن فصل مئات الآف الموظفين الفيدراليين من وظائفهم، ومن الهجمات على برامج الصحة والتعليم والإسكان، ومن قمع حرية التعبير والحرية الأكاديمية، ومن العنصرية في السياسات، مثل التغييرات التي أدخلها ترامب على برنامج اللاجئين لصالح البيض.

يقوم بتنظيم تحركات "لا ملوك" ائتلاف من 200 مجموعة، أهمها مجموعات الحزب الديمقراطي مثل Indivisible و MoveOn، ومنظمات غير حكومية مثل Public Citizen و American Civil Liberties Union، وشبكة الناشطين 50501. وقد أشعلت هذه الأخيرة حركة مقاومة واسعة النطاق بدعوتها قبل عدة أشهر إلى تنظيم 50 احتجاجًا في 50 ولاية في يوم واحد.

ادعى ترامب ونائب الرئيس ج. د. فانس، وغيرهم من الجمهوريين، بسختفة أن التجمعات والمسيرات مليئة بمتظاهرين مأجورين، يدفع لهم جورج سوروس، الملياردير اليهودي والمحسن الليبرالي والديمقراطي. ويشيرون إلى أن الاحتجاجات تنظمهاأنتيفا، وهو لقب للحركة المناهضة للفاشية الواسعة، التي يزعمون أنها منظمة إرهابية عنيفة، على الرغم من عدم وجود مثل هذه المنظمة. ورداً على سؤال حول المظاهرات، قالت المتحدثة باسم ترامب: ”من يهتم؟ بقية أمريكا ستشاهد مباريات كرة القدم الجامعية“. لكن الرئيس لم يستطع تجاهلها، فنشر مقطع فيديو تم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي يظهر فيه كطيار مقاتل يرتدي تاجاً، ويحلق فوق المظاهرات ويلقي عليها القذارة، في دلالة على ازدرائه للشعب الأمريكي.

حمل الناس لافتات وعلامات كتب عليهالا ملوك، لا طغاة“. ”في المظاهرات في كل مكان، هتف الناس: “لا كراهية، لا خوف، المهاجرون مرحب بهم هنا". كانت المظاهرات سلمية في كل مكان، وعلى الرغم من غضب المتظاهرين، غالبًا ما اتسمت التجمعات بطابع احتفالي، احتفالًا بكونهم معًا في المقاومة والكفاح من أجل القيم التقدمية. على الرغم من جدية الاحتجاجات، حرص البعض على أن تكون ممتعة أيضًا. قام بعض المتظاهرين، مقلدين المظاهرات الأخيرة في بورتلاند، أوريغون، بارتداء أزياء حيوانات أكبر من الحجم الطبيعي، من النوع الذي نراه في حفلات الأطفال، بهدف إظهار مدى سخافة الادعاء بأن هذه احتجاجات عنيفة من قبل إرهابيين.

طيلة عقود من الزمن، تجنب اليسار العلم الأمريكي، واعتبرته رمزًا للعنصرية في الداخل وحروب الولايات المتحدة ضد فيتنام والعراق وأفغانستان. ولكن الآن يرفع العديد من المتظاهرين العلم، مستعيدين أمريكا من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. حمل أحد المتظاهرين لافتة كتب عليهااجعل أمريكا أمريكا مرة أخرى، مع قائمة بما يعتبره قيمًا أمريكية: حرية التعبير، العلم، حرية الصحافة، سيادة القانون، الديمقراطية، الاختيار (بمعنى حق المرأة في اختيار الإجهاض)، الإجراءات القانونية السليمة، والتنوع.

كان احتجاج " لا ملوكناجحًا، لكننا بحاجة إلى حركة أكثر نضالية، حركة تنظم إضرابات واحتجاجات مزعزعة يمكنها أن تتحدى حقًا هجمات ترامب العدوانية على حقوقنا ورفاهيتنا.

19 أكتوبر 2025

 

المصدر 


 

     

المؤلف - Auteur·es

دان لا بوتز

دان لا بوتز أحد الأعضاء المؤسسين لنقابة سائقي الشاحنات من أجل اتحاد ديمقراطي Teamsters for a Democratic Union (TDU).. ومؤلف كتاب Rank-and-File Rebellion: Teamsters for a Democratic Union (1991) كما أنه محرر مشارك في مجلة New Politics ومحرر رئيسي في مجلة Mexican Labor News and Analysis.