مجلة وموقع تحت مسؤولية المكتب التنفيذي للأممية الرابعة.

فرنسا: بعد لوكورنو، لنفرض بنضالاتنا حكومة شعبية تنجز القطيعة!

بقلم الحزب الجديد المناهض للرأسمالية
© Photothèque Rouge / Martin Noda / Hans Lucas

ثلاث جولات صغيرة ثم ينصرفون. بالكاد وصلت حكومة لوكورنو، ها هي ترحل. أبان سيباستيان لوكورنو، بعد زهاء شهر من تعيينه، عن حكومة مكونة من أشباح وموتى أحياء: دارمانان، روتايو، داتي، وحتى لو مير... وبعد 12 ساعة، قدم لوكرنو استقالته، موقعا بذلك على أقصر ولاية لرئيس وزراء في الجمهورية الخامسة، ما يرمز إلى أزمة سياسية تزداد عمقا وتسارعا.  

يجسد ماكرون سلطة غير شرعية، محتضرة، ضعيفة ومكروهة. تتفاقم أزمة النظام يوما بعد يوم . ماكرون عاجز اليوم عن إيجاد حكومة يمكن أن تدوم أكثر من بضعة أيام. سيضطر، في هذا السياق، إلى دفع تحالفاته نحو اليمين أكثر فأكثر، إلى درجة إيصال حزب التجمع الوطني إلى السلطة. سواء فعل ذلك بتعيين رئيس وزراء من حزب التجمع الوطني أو بحل الجمعية الوطنية، تظل خارطة طريقه الوحيدة متمثلة في مواصلة سياسة العرض التي تخدم الأغنياء وأرباب العمل. سينفذ حزب التجمع الوطني سياسات شرسة ضد المهاجرين وعنصرية وقاتلة للحريات، فضلا عن كونها في صالح الطبقات السائدة بنحو صريح. لقد قدمت لوبين وبارديلا منذ فترة طويلة كل الضمانات لأرباب العمل ولاتحادهم .(Medef).

في حين عرض ماكرون نفسه في عام 2017 على أنه الحاجز المزعوم في مواجهة اليمين المتطرف، لم يفعل غير تمهيد طريق هذا اليمين إبان ولايتيه. إن مسؤوليته عن الأزمة التي نعيش ثابتة. لم يتبق له سوى شيء واحد ليفعله: الرحيل!

غدًا أو بعد بضعة أيام، قد يستولي حزب التجمع الوطني، ووراءه كل القوى الأشد رجعية وسلطوية وعنصرية في هذا البلد، على السلطة (كما فعلت في الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل). إن الحزب الجديد المناهض للرأسمالية يدعو، في مواجهة هذا المستقبل المشؤوم، كل القوى اليسارية الاجتماعية والسياسية إلى النقاش والاجتماع بشكل عاجل من أجل إعداد انتصار معسكرنا والوقوف سدا منيعا بوجه اليمين المتطرف. يجب، في المقام الاول، تعزيز التعبئة التي ستأتي بعد تلك الناجحة في 10 و18 سبتمبر. يجب علينا جميعا، منظمات سياسية، وقوى نقابية، وجمعيات، و حراك ”لنوقف كل شيء“، أن نسير معاً حول برنامج يحظى بأغلبية السكان: إن البرنامج المنبثق عن برنامج الجبهة الشعبية الجديد،  والمطالب التي رفعتها تنسيقية النقابات في 18 سبتمبر، يشكلان أساساً لحكومة شعبية تنجز القطيعة.

يجب على الشغيلة والشابات والشباب، في إطار أوسع وحدة ممكنة، استئناف الهجوم وفرض تغيير اجتماعي وديمقراطي وبيئي حقيقي من خلال تحركاتهم. تتمثل شعاراتنا لإنهاء عهد ماكرون والجمهورية الخامسة في ما يلي: وحدة قوى اليسار الاجتماعي والسياسي، وإضراب عام، وحكومة شغيلة ومجلس تأسيسي! يجب بذل كل جهد ممكن حتى تتحقق هذه المطالب التي تحظى بتأييد غالبية السكان في أسرع وقت ممكن: تقاسم حقيقي للثروات، وفرض ضرائب على الأغنياء، وحظر التسريح من العمل، والتقاعد عند سن 60، وتطوير الخدمات العامة والمجانية، وزيادة الأجور والمعاشات وجميع المداخيل الاجتماعية  الدنيا! هيوا جميعا، رجالا ونساء، لاستعادة الشارع  !

نُشر في 6 أكتوبر 2025 من قبل NPA-L’Anticapitaliste