
طالبن بالمياه والكهرباء ومستوى حياة أفضل، ودفع الرواتب المتأخرة، وتحسين ظروف التعليم، وكذا وقف تعميم السلاح وملاحقة مرتكبي الفساد.
ثورة نساء
لم تنشأ هذه الحركة من فراغ. فمنذ سنوات، تنزل مجموعات من النساء إلى الشوارع بشكل متقطع للمطالبة بالمياه أو الكهرباء، في إطار احتجاجات أوسع نطاقاً يشارك فيها الرجال بشكل أساسي. على سبيل المثال لا الحصر: احتجاج نساء أروة (محافظة أبين) من أجل المياه في عام 2017، ونساء عدن من أجل المياه والكهرباء، ونساء المكلا (محافظة حضرموت) من أجل الكهرباء وفرص عمل في عام 2020، ونساء مأرب للمطالبة بالمياه والأدوية في عام 2021، ونساء قطبة (محافظة دالي) من اجل المياه في عام 2022، ونساء سييون (محافظة حضرموت) للمطالبة بالكهرباء والمدارس في عام 2024. لكن تفاقم المشكلات الاقتصادية، والمظاهرات المتواصلة لأقرانهن للمطالبة بنفس المطالب – دون نتيجة سوى المواجهات والقمع، مع اعتقالات مصحوبة أحيانًا بالتعذيب، وسقوط قتلى وجرحى بالرصاص – دفعت النساء إلى تأكيد أنفسهن كقوة قادرة على قيادة ما أسمته بعضهن "ثورة النساء".
حركة سياسية، لكن غير حزبية
بدأت موجة الاحتجاجات في الحوف (محافظة المهرة) في 5 مايو عندما قامت النساء بإغلاق معبر سرفت الحدودي مع سلطنة عمان للمطالبة بالكهرباء. ثم امتدت الحركة إلى الحوته وزنجبار (محافظة لحج)، وشقراء (محافظة أبين)، وتعز أو عدن. تظاهرت النساء، أحيانًا برفقة أطفالهن، حاملات زجاجات مياه فارغة ومصابيح قديمة أو حطب، في عدة مناسبات في تعز وعدن.
وأصرت النساء على النأي بأنفسهن عن أي تسييس (حزبي) من أجل توحيد النساء حول مطالبهن، بغض النظر عن السلطة القائمة، لكنهن حرصن على التأكيد على الطابع السياسي لموقفهن. وكشفت اللافتات والشعارات عن ذلك: ”ليس هناك أزمة مياه في تعز، بل أزمة ضمير“ أو تلك التي تدعو إلى ”ملاحقة الفاسدين“ والشعار التاريخي ”الشعب يريد حياة كريمة“ (الحطة)
فتات وقمع
في المقابل، كان هناك تحرك مزدوج. في عدن والحطة، زادت السلطات من إمدادات الوقود للمحطات الكهربائية لتوفير ساعات إضافية من الكهرباء. لكن في أثناء مظاهرة 24 مايو في عدن، أغلقت الميليشيات الطرق المؤدية إلى مكان التجمع ونُشرت ميليشيات نسائية لردع المتظاهرات واعتدت عليهن بعنف. وفي اليوم التالي لمظاهرة 31 مايو في عدن، أقيمت حواجز في الشوارع ولم يعد بإمكان سائقي الحافلات نقل الراكبات. وباستثناء المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث تم نشر ميليشيات نسائية تابعة لـ ”الزينبيات“ لردع النساء، تواصل النساء احتجاجهن على الرغم من القمع. وهكذا، في 6 يونيو، اتفقن على التجمع بعد صلاة عيد الأضحى في ملعب هبيشي في عدن لتنظيم مظاهرة جديدة للمطالبة بالكهرباء.