
لا يختلف النظام الإيراني اختلافاً جوهرياً عن النظام الإسرائيلي، وفقاً لبيان صادر عن لجنة من أجل حياة النساء وحريتهن (کمیته زن–زندگی– آزادی). ولهذا السبب، يجب على اليسار إدانة هجوم إسرائيل العسكري على إيران دون أن يوحي بذلك بدعمه للنظام الإيراني.
شنّت دولة إسرائيل الإرهابية، بدعم من الولايات المتحدة، هجوماً عسكرياً على نطاق تاريخي ضد إيران. إن اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط سيغرق المنطقة والعالم في وضع أكثر قتامة مما هما عليه الآن. ولا علاقة لهذه الحرب ببرنامج إيران النووي، بل بالسلطة والتنافس بين دول عالمية وإقليمية.
وتنضاف فظائع الحرب إلى معاناة الشعب الإيراني القائمة – الفقر واللامساواة، والديكتاتورية والقمع الوحشي، والسجن والتعذيب والإعدامات اليومية، واضطهاد النساء واضطهاد المناضلين/ات والأقليات – وستفاقمها.
وحتى مع أن النظام الإسلامي الإيراني ليس في مستوى إسرائيل والولايات المتحدة على الصعيد العسكري، سيستغل حالة الحرب لقمع النضال الشعبي الذي أحرز تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة، ولا سيما منذ انطلاق حركة «نساء، حياة، حرية». لدى النظام الإيراني خبرة كبيرة في هذا المجال: خلال الحرب الإيرانية-العراقية، تم قمع الحركة العمالية، وحل جميع النقابات العمالية، وفُرض فصل عنصري بين الجنسين، وطبقت القوانين الإسلامية، وتم سحق الحركة النسائية، وسجن مئات الآلاف من الأشخاص، وإعدام عشرات الآلاف – كل ذلك لم يكن ممكناً ولم يُوطَّد إلا في ظل الحرب.
كان الخميني يقول في ذلك الوقت إن «الحرب نعمة» – ربما تكون إسرائيل هذه المرة هي التي تجلب هذه «النعمة» للنظام الإسلامي الإيراني. لكن بالنسبة للشعب الإيراني، لا يجلب ذلك سوى القنابل والدمار والموت والفقر والمزيد من القمع.
قد يؤدي تصعيد جديد للحرب إلى وضع إيران في نفس الوضع الذي تمر به ليبيا وسوريا واليمن وأفغانستان ودول أخرى، حيث جرى تدمير الهياكل الاقتصادية والاجتماعية وأرجعت المجتمعات عقوداً إلى الوراء.
المعارضة اليمينية الإيرانية، التي تأمل في سقوط النظام بهجوم خارجي أو انقلاب عسكري، تصفق لهجمات إسرائيل وترى فيها مصلحة لها. يجب في هذه الظروف الصعبة على المعارضة اليسارية، وكذلك الحركة العمالية والحركة النسائية في إيران، أن تسعى إلى تنظيم نضالها من أجل الحرية والمساواة وضد الحروب التي يشنها القادة.
يجب على الحركة المناهضة للحرب والحركة الداعمة للشعب الفلسطيني، وكذلك المنظمات اليسارية والاشتراكية، إدانة الهجوم العسكري الإسرائيلي والحرب، مع الحرص على عدم الإيحاء بأي دعم للنظام الإيراني. إن دعم النظام الإسلامي الرجعي لا يختلف من حيث المبدأ عن دعم النظام الإسرائيلي. كلاهما نظامان استبداديان ومتعصبان دينياً ومتشددان، يعيشان على القمع والقتل.
لا للحرب!
لا للهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران!
عاش نضال الشعب الإيراني ضد النظام الإسلامي الإيراني!
لجنة من أجل حياة وحرية النساء
لجنة من أجل حياة وحرية النساء هي منظمة تضامنية دنماركية تدعم حركة النساء من أجل الحياة والحرية في نضالها ضد النظام الإسلامي الإيراني ومن أجل حرية ومساواة الشعب الإيراني. زوروا صفحة اللجنة على فيسبوك هنا