مجلة وموقع تحت مسؤولية المكتب التنفيذي للأممية الرابعة.

إيران: حان أوان اتخاذ موقف واضح

بيان جماعي ضد الحرب والتحريض على الحرب والأوهام حول غزو أجنبي

هذا البيان دعوة إلى التفكير في المسؤولية والفعل في الوضع الراهن الحافل بالعواقب. يدعو الموقعون الجميع إلى فتح طريق بديل لمواجهة تحريض النظام الإيراني على الحرب وأولئك الذين يعلقون آمالهم على غزو أجنبي ويشجعونه.

الحرب ابتدأت. لكل حرب سياق وأسباب متنوعة. وتقديم هذا السبب او ذاك على سواه ينبغي ألا يقودنا إلى تجاهل السبب المباشر. فلو كان الأمر كذلك، تغدو جميع الحروب حتمية. إن السبب المباشر الذي حتم هذه الحرب هو هجوم إسرائيل على إيران. وقد شُنت هذه الهجوم بعلم من الولايات المتحدة، معتمدة على تبادل المعلومات الاستخباراتية الأمريكية وعلى ما أسماه ترامبالمعدات الأمريكية الرائعةالتي تجعل الولايات المتحدة شريكًا. وقد أشاد بها رئيس الولايات المتحدة.

كان ذريعة إسرائيل لهذا الهجوم مواجهةَ التهديد النووي الإيراني. دعونا لا ننسى أن إسرائيل ذاتها دولة تواصل برنامجا انوويا عسكريا سريا، ولم تنضم إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وهي سائرة حالياً في تنفيذ أكبر مذبحة جماعية في القرن، وأصبحت مشهورة بسلوكها الوقح والمارق في العلاقات الدولية. لذلك، يجب أن تكون آخر دولة يمكنها إبداء الرأي بشأن برامج الدول الأخرى النووية، وأقل من ذلك أن تتخذ الأمر ذريعة لتشن عليها أعمالا عسكرية.

يُظهر حكم إيران القائم على الشريعة الإسلامية قوته من خلال قمع النساء والشغيلة والمتقاعدين وطلاب الجامعات والمثقفين وغيرهم ممن يتطلعون إلى الحرية والعدالة وإنهاء الميز. وبرغم أنه لا يستطيع مواجهة موجة الهجمات الإسرائيلية التي قد تتوسع قريباً بالتعاون المباشر مع الولايات المتحدة، فإنه يواصل سياسته الحربوية.

لجأ نظام الشريعة الإسلامية إلى اليورانيوم من أجل البقاء. و ما بدأ إستراتيجية بقاء، توسع تدريجياً. جرى بناء جهاز أمني وتكنولوجي واقتصادي كبير حوله. استفادت منه الطبقة الحاكمة. عندما فُرضت العقوبات على إيران، اعتبرتها فرصة لكسب المال عن طريق تهريب البضائع، ورفع الأسعار في شبكة الإنتاج والتوزيع، وتشديد الاستغلال. تم وضع تقديس اليورانيوم وتنظيم تخصيبه في مركز المجمع العسكري-الأيديولوجي-الاقتصادي لحكم الشريعة الإسلامية. قام هذا النظام بالمقامرة بثروة البلد بأكملها في تخصيب اليورانيوم. وكانت النتيجة الواضحة لتخصيب اليورانيوم هي إفقار البلد وزيادة فقر المعدمين. وأدت الامتيازات الاقتصادية والأمنية للمؤسسة الحاكمة إلى خلق قوة ركود أدت إلى عدم إدراك قادة النظام لخطورة الوضع الراهن. واليوم، يسبب النظام للبلد، بنزعته الحربية، أضرارا لا يمكن إصلاحها.

ومع ذلك، يجب أيضاً أن ننظر إلى المشكلة من منظور مسؤولية ودور المجتمع المدني والقوى السياسية التي تطالب بالحرية والعدالة والسلام. ومن المؤسف أن البرنامج النووي الإيراني لم يصبح قضية رئيسية في الفضاء العام. ويرجع ذلك إلى عدم الحساسية تجاه قضايا النزعة العسكرية النووية والتلوث البيئي والحرب بشكل عام. و يعزى ذلك ايضا إلى الفكر القومي الذي يعتبر القدرة النووية ”حقاً مطلقاً“ وإلى ندرة النقاش النظري والتحليلي حول دور تقديس اليورانيوم في المؤسسة القمعية والاقتصاد السياسي للنظام.

كان يجب أن نجعل برنامج إيران النووي موضوعاً للنقاش والتوعية على المستوى العام. كان يجب أن نسلط الضوء باستمرار على الصلة بين تخصيب اليورانيوم وإفقار البلد.كان يجب أن نربط كل احتجاج ضد الفقر والحرمان بهذه القضية. كان يجب أن نطالب في اللحظات المناسبة بإجراء استفتاءات على البرنامج النووي، باعتباره البرنامج الذي يراهن عليه النظام بثروة البلد بأكملها. الآن نحن بحاجة إلى استدراك هذا الإهمال.

تؤدي الحرب إلى تعتيم الأجواء السياسية وإلى تقاطبها. سيواصل النظام أسلوبه المعتاد في خلق تقاطب الرأي العام، وسيعرض نفسه على أنه الطرف القادر على الدفاع عن البلد والظفر في الحرب. يجب ألا نقف إلى جانب النظام. بدلاً من ذلك، يجب أن نذكر الناس باستمرار بنزعته الحربية، وفشل خططه الاستبدادية في المنطقة، ودناءته وتسلطه.

لكن ثمة محاولة أخرى للتقاطب تعرض نفسها بديلا لحرب”الخير ضد الشر“ التي يخوضها النظام الايراني. في هذا البديل، يقدم نتنياهو وترامب نفسيهما على أنهما ”الخير“. إن القول ببساطة إن يأس الناس يجعلهم يعلقون آمالهم على غزو أجنبي لا يقلل من غباء هذا «البديل». منذ الثورة الدستورية [1906-1911] وحتى اليوم، يناضل الشعب الإيراني من أجل الحرية والمساواة. ومن غير اللائق أن يعلق آماله على قتلة وسلطويين وعنصريين وأعداء الديمقراطية والمساواة بين البشر.

إن للبلبلة في اتخاذ المواقف تاريخ طويل، وقد أسهمنا جميعًا في ذلك بعدم إعمال ما يكفي من تفكير نقدي. وقد باتت هذا البلبلة بالغة الخطورة. يجب أن نؤدي دورًا حاسمًا في توضيح المواقف وتمييزها، واستجلاء الأسباب التي أدت إلى الوضع الراهن. ندعو الجميع إلى التعبير عن الرأي في هذا الأمر بالتركيز على الحرب الحالية. السؤال الرئيسي هو كيفية تحقيق السلام والحرية.

مطالبنا الخاصة:

  • إنهاء الحرب: الضغط على النظام الإيراني والضغط الدولي على إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما الذين يشجعون للحرب.
  • إنهاء البرنامج النووي الجنوني . نحن بحاجة إلى المطالبة بإجراء استفتاء داخل إيران.
  • تعزيز الروابط بين القوى التي تطالب بإنهاء حكم الشريعة الإسلامية، ولكنها تعتمد أيضاً على الشعب وعلى المبادئ الأساسية للحرية والمساواة وإنهاء الميز.

يمثل مبدأ التوحيد الوسيلة و الغاية  في السياسة البديلة التي نسعى إلى تعزيزها. نعتقد أن الحرب ووضع الآمال على القوى العسكرية الأجنبية لا يتوافقان بالتأكيد مع هدف الحرية والعدالة والاستقلال.

14 يونيو 2025

 

رابط إلى النص الأصلي باللغة الفارسية